الأنساق البصريّة الرقميّة وأهميّتها الفاعلة في إنماء مهارة القراءة لدى المتعلّم في السّنة الرابعة ابتدائي

د / زهرة بللو

الملخص:

يُلفي المربّون في العصر الرّاهن أنّ تعليم اللّغة العربيّة بوساطة التقنيات الرقميّة الحديثة والابتكارات التكنولوجيّة المعاصرة والمتجدّدة الاكتشاف يوماً بعد يوم، هي عقليّة جديدة في التّعليم تُراعي ميول المتعلّم ودوافعه ورغباته وتساعده على إيقاظ قواه واستعداداته العقليّة وتُعلّمه الاعتماد على النفس، وتحثه على النشاط الهادف والخلق والإبداع، وتُتيح له التفكير العلميّ الممنهج وتستثير مدركاته العقليّة وتُنشّط إدراكه الحاسيّ، وتجعله يتفاعل إيجابياً مع أبنية اللغة العربيّة، فتتفتق مهاراته اللغويّة ويتحسّن أداؤه اللغويّ، ليُسهم هو بدوره في تهذيب لغته وتطويرها باستمرار.

ومن ثمّة استقطبت تعليميّة اللّغة العربيّة الميكانيزمات الرقميّة، ووظّفتها في الكتاب التّعليميّ لتعليم ميادينها التّربويّة، واسترفدت من المعرفة الحاسوبيّة ومنابعها العلميّة استرفاداً شرعيّاً، ممّا شكّل نقلة استراتيجيّةً علميّةً و حداثيّةً في المناهج التّربويّة الحديثة، أضحى يُعرف بالتّعليم البصريّ والسّندات البصريّة، حيث تأثّثت صفحات الكتاب التّعليميّ اللّغويّ لمرحلة التّعليم الابتدائي بشتّى الأنساق البصريّة التي أثبتت حضورها القويّ في سير ميادين اللّغة العربيّة، مصاحبة النّصوص المكتوبة لتُسهم في ارتقاء مهارة القراءة لدى المتعلّم، ولتترسخ في ذهنه القيم الأخلاقيّة والمثل الفاضلة، ولتبثّ في نفسه الهويّة الثقافيّة والانتماء الوطنيّ، ولتبلّغ له المعنى في أصفى الصّور وأبلغ السبل وأفيد الطّرائق وأنجعها. فتكون الصوّر أجلّ للرائيّ، وأبين لاستخلاص المعاني في وضعيات تعليميّة، وأفصح في تقريب الدلالات وتجسيدها، وأنور في تسهيل فهم المتعلّم وإفهامه، وتُزخر ثقافته الأيقونيّة ويُثرى رصيده اللّغويّ؛ حيث يستكشف المتعلّم بنفسه المعلومات باستخدامه للعمليات العقليّة، كالاستقراء والاستنباط والمعاينة التي تتمّ على مستوى العلامات المرئية؛ ولم تقف حدود المربّين في اِبتكار الوسائل النّاجعة للتّعلّم عند هذا الحدّ، بل تعدتها إلى اِكتشاف التّعليم بالكتاب المرئي( الانفوميديا) – ممّا يُواكب الثّورة المعلوماتيّة الآنيّة- الذي يجمع بين حواس المتعلّم الثّلاث البصر والسمع واللمس، فيقوى إدراكه ويرتقي استبصاره في الوسط التّعليميّ وخارجه. وضمن هذه الاهتمامات كلّها، نتوخى في هذه الورقة البحثيّة معالجة الإشكاليّة الآتيّة: ما هو الدّور الذي تُؤديه الأنساق البصريّة في تعليميّة القراءة في التّعليم الابتدائيّ، وفي الرقي الاستراتيجيّ للتعلّم   ؟وكيف تُحقّق الوسائل البصريّة تفاعلاً تعليميّاً تعلّميّاً وفق ما تقتضيه آليّة اللغة العربيّة بوساطة الصّور الرقميّة الحاضرة في الكتاب التّعليميّ؟