أ.م.د/ سمية بلقاسم هنشيرى
الملخص :
تقدّم هذه القراءة التحليليّة مقاربة لديوان «لغوايتهنّ أقصّد» للشاعر السعودي الراحل غرْم الله الصّاقعي، عبر الكشف عن طبيعة تجربته الشعريّة القائمة على الوجدان المتدفّق وشغف الكلمة. يمثّل الديوان انعكاسًا لرحلة الشاعر الوجوديّة في مواجهة الذّات والذاكرة، ومحاولة القبض على لحظة المعنى وسط تيه العالم وانكساراته. يظهر الشاعر في نصوصه كرحّالة عابر في فضاءات البوح، محمّلًا بثنائية الغواية والفقد، والبحث عن خلاص شعري يداوي جراحه الداخلية. ويحتلّ الإهداء الموجّه إلى أمّه مكانة محوريّة في الديوان، بوصفه لحظة وفاء واعتراف وحنين، تكشف عن علاقة وجدانية عميقة شكّلت أحد مصادر إلهامه ومسارات تشكّل تجربته الشعريّة. وتبرز القصائد بوصفها فعل مقاومة للجراح، ومحاولة للسمو عبر اللغة التي تصبح ملاذًا للروح وفضاءً لإعادة تشكيل الذاكرة والمشاعر.