د. أمين عيد عبد الرازق
الملخص:
مع تزايد الاعتماد على البيئات الرقمية والعمل عن بُعد في المؤسسات بمختلف أنواعها، برزت تساؤلات عديدة حول الأثر النفسي لهذه التحولات التكنولوجية على الموظفين. يهدف هذا البحث إلى دراسة العلاقة بين بيئة العمل الرقمية والصحة النفسية للعاملين، من خلال تحليل مجموعة من المتغيرات مثل العزلة الرقمية، والتعب المعلوماتي، والإجهاد الناتج عن الاتصال المستمر. وقد تم جمع البيانات من خلال استبيان إلكتروني وُزّع على 210 موظفًا في شركات تعمل بنظام العمل الهجين (حضور جزئي + عمل عن بعد) في مصر والخليج العربي. كشفت النتائج أن 62% من المشاركين يعانون من مستويات مرتفعة من التوتر المرتبط بعدم الفصل بين الحياة العملية والشخصية، كما أشار 48% إلى شعور متكرر بالعزلة وعدم التقدير المهني بسبب ضعف التفاعل الإنساني المباشر.
ويناقش البحث عددًا من العوامل الإيجابية المرتبطة بالبيئة الرقمية مثل المرونة في ساعات العمل، وتقليل الوقت الضائع في التنقل، وتحقيق قدر أكبر من الإنتاجية لدى بعض الفئات. لكنه يشير كذلك إلى أن غياب الدعم النفسي والتنظيمي يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل انخفاض الدافعية وارتفاع معدلات الاحتراق الوظيفي. كما يتناول البحث نماذج من التجارب الدولية في دعم الصحة النفسية الرقمية داخل أماكن العمل، ويقترح حزمة من التوصيات أبرزها: تطبيق فترات “انفصال رقمي” إلزامية، تدريب الإداريين على دعم الموظفين نفسيًا، وتبني أدوات تكنولوجية صديقة للصحة الذهنية.