قراءة في كتاب “بؤس الدهرانية”:  النقد الائتماني لفصل الأخلاق عن الدين لصاحبه طه عبد الرحمن.

رفيق نديري

الملخص:

     يعتبر كتاب «بؤس الدهرانية» من أهم الكتب الفلسفية داخل الـمشروع الفكري للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان، حيث صدر سنة 2014م عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر[1]،حيث يواصل فيه طه عبد الرحمان نقده للحداثة في واقعها ومشروعها الذي يباشر فصل مختلف مجالات الحياة عن الدين، فبعد كتاب “روح الدين”[2]، الذي محص قول العقلانيين بفصل المجال السياسي عن الدين، أفرد الكتاب الذي بين أيدينا للدعوى التي تقول بفصل المجال الأخلاقي عن الدين، واضعا له اسما خاصا هو «الدهرانية»، فاستخرج الصيغ المتعددة التي اتخذها هذه الدعوى، والتي اختلفت باختلاف تصوراتها لعلاقة الإله بالإنسان، مفصلا الاعتراضات التي تتوجه على هذه الصيغ والتصورات الدهرانية جميعا.

ويتميز هذا النقد بسمتين أساسيتين: أحدهما أنها بنيت على نظرية فلسفية التي وضعها هذا المفكر المبدع وأسس مبادئها ومسائلها وهي «النظرية الائتمانية» والثاني أنه شمل أيضا المقلدين من مثقفي الأمة ومفكري الدهرانية، فكشف عن مساوئ العبودية الفكرية التي وقعوا فيها، بدءا من البؤس، في الأفكار وانتهاء باليأس من الاستقلال، وقد استهل كتابه بسؤال مركزي، هو ما هو النقد الائتماني للحداثة؟.