فخار بيدر مفخرة التاريخ والهوية الجزائرية

عباس رضوان

الملخص:

      تعتبر الصناعات التقليدية وصناعة الفخار من أهم الصناعات والفنون التي تعبر عن هوية المجتمع وبها يقاس مدى تقدمه وازدهاره كما تمثل نبض حياته، ورمزا من رموز أصالتة وتاريخه وسمة من سمات تفرده وتميزه عن باقي المجتمعات الأخري، وذلك يفضل زخرفته ورموزه وأشكاله وطرق صناعته ومواده المستعملة وتاريخه.

      التي اتمزجت مع الفنون المحلية والعالمية، من خلال تقنيات الزخرفة والرسوم على سطوح الآنية الفخارية، التي إزدانت واستنطقت مشاهدها التي تمثلت في الميتولوجية والحياة اليومية، والحياة العامة، والحياة في القصور والمعابد وصراع الحيوانات المنفذة باللون الأسود والأحمر التي راوحت بين المشاهد الطبيعية والهندسية والنباتية والحيوانية.

       صناعة الفخار هي موروثا حضاريا ودليلا ثقافيا حيث أضحت وجهة سياحية بدون تأشيرة ، وتعد نشأة صناعة الفخار بالجزائر تلبية لحاجيات المواطن المعيشية  ومورد رزق لعشرات العائلات وتحمل بساطتها هوية الوطن بكل أبعادها.

منطقة بيدر بتلمسان لازالت تحافظ على موروثها الثقافي والهوياتي بفضل هذه الصناعة التي تتفنن فيها أنامل النسوة رغم استعمالهن لطرق ووسائل جد تقليدية إلا أنهن يعتمدن صناعة الأواني الفخارية من أجل الاستعمال والتجارة، حيث يتم جمع الطين من الجبل ليغربل فيما بعد ويمزج مع بقايا الأواني الفخارية الهشة ليتحول إلى مورد رزق المئات من العائلات توراثت المهنة أبا عن جد.  كما سنحاول التعرف على دلالة الاشكال الهندسية والرموز في كنف التاريخ وهوية المجتمع الجزائري