“تجارب تفاعلية بين الإبداع البشري والإمكانات الرقمية في الفضاء المعماري لإعادة تشكيل هوية المكان” قراءة في تجربة الفنان “ميقال شيفالي”

د/ هادية بن حسين

الملخص :

 مع الفن المعاصر تغيّرت نظرة الفنانين للمكان، حيث لم يعد مجرّد خلفية محايدة للأعمال الفنية بل أصبح مكوناً أساسياً من عناصر التعبير ويجسد “تملك المكان” في الفن التشكيلي المعاصر من منضور أنّ الفنان قادر على تشكيل البيئة المحيطة والتفاعل معها وجعلها جزءاً من رسالته مماّ يخلق تجربة حسيّة عميقة للمشاهد  .   

في ظل تطوّر التكنولوجيا وتداخل الفضاءات المادية مع الرقمية أصبح للمكان مفهوم يمكن للفنانين التلاعب به ونقله اٍلى مستويات جديدة وفي هذا السياق يتجلّى دور الفنان المعاصر في استغلال المكان كوسيلة لطرح تساؤلات حول الهوية، الٍانتماء والعلاقة بين الإنسان وبيئته.                                                                                      

يعد الفن الرقمي ثورة حقيقية في عالم الفنون، حيث فتح أمام الفنانين أفاقًا واسعة للإبداع بعيدًا عن الأدوات الكلاسيكية وقد ظهر هذا النوع من الفن في أواخر القرن العشرين وتطوّر بشكل ملحوظ مع تطور البرمجيات والتكنولوجيا الرقمية ليصبح اليوم من بين أبرز أشكال الفن المعاصر التي تجذب اٍهتمام الجماهير والنقاد ولعلّ ما يميز الفن الرقمي هو قدرته على المزج بين العناصر التشكيلية التقليدية والإمكانات التكنولوجية الحديثة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد، الواقع الاٍفتراضي، الذكاء الاٍصطناعي، والمؤثّرات البصرية، ممّا يمنح الفنان حريّة أكبر للتعبير وتحقيق رؤاه بطرق جديدة.