الحد بين الحلال والحرام: شرب الخمر ببلاد الأندلس خلال الفترة المرابطية

عبد الباسط عميدي 

الملخص :

اختلف فقهاء الإسلام[1] في مسألة الخمرة، هناك من جعلها محرمة، وهناك من أباح بعض الأشربة وحرّم غيرها، ولقد اعتمد كل مذهب على بعض الأحاديث الّتي تم انتقاؤها من طرف أعلامه. وهذا الاختلاف جعل من الدّراسات المعاصرة هي الأخرى مختلفة بين من يعتبر الخمر مباحا ومن يعتبره حراما. وخلال السنوات الفارطة أعاد الأستاذ المرحوم محمد الطالبي إحياء الجدل من جديد، وعلى هذا الأساس اطلعت على بعض الدّراسات وخاصة المقالات التي اعتمدت في أغلب الأحيان على تنوع المصادر والمذاهب، كما أنّها لم تخصصّ جزءا أو فقرات تهتم بمسألة الحدود الفاصلة بين الحلال والحرام. ولكن عند تصفح الجزء السادس من كتاب “جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام”،[2] للبرزلي (ت 814 هـ) نجد بابا كاملا سماه “في مسائل الأشربة” تناول فيه أهم ما قيل في هذا الموضوع، وخاصة من قبل فقهاء الأندلس. وبالتالي سنحاول في هذا العمل التعرف أولا على آراء المذهب المالكي حول مسألة شرب الخمر وخاصة الحدود الفاصلة بين الحلال والحرام خلال الفترات السابقة للفترة المرابطية. وثانيا سنحاول التركيز على آراء الأندلسيين في هذه المسألة خلال الفترة المدروسة. أما ثالثا فيتعلق بالجانب التطبيقي حيث أورد لنا البرزلي نازلة تتحدث عن حادثة وقعت خلال فترة القاضي ابن العربي (ت 543 هـ).