د/حسان عجمي
الملخص:
فضل الله – سبحانه وتعالى- الإنسان وكرّمه على باقي مخلوقاته بالنطق الذي يعبّر به عن أفكاره وحاجاته ورغباته، ويحافظ به على اجتماعيته، ولما كان للكلام كلّ هذه الأهميّة، أولى العلماء -على اختلاف اختصاصاتهم – الاهتمام به؛ بتحديد مفاهيمه، وتمييزه عن اللغة، وإظهار علاقته بالمعنى، وبيّنوا شروط إفادته، وغيرها من الموضوعات التي اقترنت به.
ترك الفقهاء واللغويون المؤلفات العديدة في الموضوع، وأولوها عناية كبيرة، نتج عنها اختلاف نظرياتهم في موضوع الكلام، واضعه والموضوع له، وغيرها من المسائل التي سنحاول الإجابة عنها في هذا المقال، إذ سنبين ٍنظرة القرافي التي تميزت عن آراء غيره ، ونبين فيها جهود الفقهاء القدامى العقلية، وإسهاماتهم في بناء الدرس اللغوي العربي. سنتخذ المنهج الوصفي سبيلا للخوض في الموضوع، وسندعمه ببعض التقنيات الأخرى كلما دعت الضرورة العلمية ذلك، لنقف في الأخير على ما يميز نظرة القرافي عن غيره من الفقهاء و اللغويين .