د/محمد كنفودى
الملخص:
نتناول في هذا البحث إمكانية إعادة تأسيس أصول منهج التفسير في ضوء الاحتكام لخصوصية القرآن، من خلال تبيان أن هذه الخصوصية ليست مجرد صفات تميّز القرآن عن غيره، وتدرس ضمن فضائل القرآن، وإنما هي بالقصد الأصلي تتضمن مكنونا منهجيا يتعين أن يكون هو المرجع الأساس في تأسيس أصول منهج النظر في القرآن، خصوصا تلك الخصائص الكبرى التي تحتوي على أصول منهجية معيارية صريحة، نحو: أصل حفظ القرآن من التحريف اللغوي، وكونه محكما لا اختلاف فيه، وكونه بيانا وتبيانا، وكونه محكوما بالترتيب التوقيفي، وكونه متعاليا خصوصا على مستوى التكليف، وغير ذلك.
وجملة هذه الخصائص لا نقتصر فيها على اعتبارها مراجع للتأسيس المنهجي، وإنما تتخذ معايير كلية لدارسة مختلف مناهج التفاسير، فضلا عن محصولها؛ بحيث يكون كل ما تجانس معها بوجه معتد به قُبل، وما خالفها على وجه الحقيقة إلى حد التنافي رفض، بصرف النظر عن زمن نشوء النظر.