مدرسة الفلاح الحرة  بمنطقة تقرت..ظروف نشأتها ، معوقاتها مراحل تأسيسها، برامجها

د / هارون الرشيد بن موسى              

أ / عبد الحميد قادري

الملخص:

 عرفت منطقة وادي ريغ بداية  القرن 19م ركودا علميا وجمودا ثقافيا ، تبعه انتشار للبدع والخرافات والشعوذة وهذا بدعم من سلطات الاحتلال لأن ذلك يخذم مصالها، لكن الأمر في المنطقة لم يبق على حاله كما تمناه المستعمر حيث الأمية والجهل والمعتقدات الفاسدة، فمع تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وظهور مشروعها الهادف إلى محاربة الجهل وإعادة بناء هوية المجتمع الجزائري بدأت الأوضاع تتغير وهذا بفضل زيارات زعماء الإصلاح للمنطقة مثل ابن باديس عام 1937 م، وكذلك رجوع الطلبة المسنيرين الذين درسوا خارج الوطن من أمثال احمد بن العربي جاري(1898-1971 م)و الحشاني بن العمري(1896-1984م) الذي سعى لتأسيس مدرسة عربية حرة  على غرار ما يجري في بقية الوطن، واستطاع بحنكته وقوة تأثيره في المحيط التقرتي أن يجمع حوله ثلة من أعيان تقرت وضواحيها وبمؤازرة الشيخ احمد أحمد التجاني شيخ زاوية تماسين، كونه شخصية اجتماعية له مكانة لدى السلطات العسكرية، استطاعوا  أن يؤسسوا جمعية الفلاح الخيرية الدينية لتكون واجهة إدارية تمكنهم من فتح مدرسة عربية حرة، وقد فوتوا بها الفرصة على الأجهزة العسكرية التي كانت تمنع نشاط جمعية العلماء بهذه الديار.