د/ هادية بن حسين
الملخص:
يتحدّد الفرد في أزمة المعاصرة تبعا للطريقة أوالأسلوب السائد ، ومع تغير الأساليب علينا أن نتغير معها أونضل مهمشين مع هويتنا رهن الإستفهام خارجين إن صحّ التعبير عن ذلك التيار الذي ضرب كّل شيء ولم يبقى على شيء، تداخلت فيه كل الموازين وإنقلبت رأسا على عقب، إنّها المعاصرة، مصطلح” أسّس لظهور تعبيرات تشكيلية جديدة تجاوزت كلّ الأشكال التعبيرية التقليدية التي كانت محدّدة بقواعد الأسلوب والمدرسة” ، مصطلح يتّجه نحوفكر جمالي يلغى تلك المسافات الفاصلة بين مختلف متناقضات القيم الإبداعية باحثا عن أفق آخر أرحب وأوسع، أفق يلتقي فيه الجمال مع القبح والأصل مع النسخة والخير مع الشر والحياة مع الموت والفوضى مع الإبداع والعنف مع الفن لنجد أنفسنا أمام “فنون غابت معاييرها وأباحت لنفسها إنتهاك كل شيء بما في ذلك قيم الفن ذاته” .
ولكن لنعيش الفن علينا أن نتعايش مع مختلف هذه المترادفات وأن ننهض نافضين عنّا تلك الأطروحات التي أرهقت وكثر إجترارها بين فهم مكرّر للهوية والتراث وان نعيد النضر اليهما وفق نظرة تتجه نحو” تبني رؤى جديدة مضادة للتقاليد الجماليّة الفنية، رؤى لاعماد لها سوى عدم الإمتثال لقيم محدّدة” ،كيف لا والعالم يشهد بين الفينة والأخرى قفزات هائلة ظربت كافة مجالات الحياة إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وفنيا في ظل التقنيات المتلاحقة والمتسارعة في صناعة الكومبيوتر والأنترنات وعالم الإتصال وكافة معطيات التقدم .