د. محمد مقصود التابعى
الملخص:
يشهد قطاع التعليم تحولًا ملحوظًا في ضوء التطورات السريعة التي يشهدها مجال الذكاء الاصطناعي، والذي أصبح يشكّل أحد أهم محركات التغيير في الأنظمة التعليمية الحديثة. يُعالج هذا البحث أبعاد دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، ويستعرض أبرز الفرص التي يوفرها، مثل تخصيص المحتوى التعليمي بناءً على احتياجات المتعلم، وتحسين أساليب التقييم، وتطوير أدوات مساعدة للمعلمين في إدارة الصفوف. كما يتناول البحث الدور المتنامي للروبوتات التعليمية، والمساعدات الذكية، وتحليل البيانات التعليمية في دعم اتخاذ القرار التربوي. وعلى الرغم من هذه الإمكانيات الواعدة، فإن الذكاء الاصطناعي يطرح أيضًا تحديات خطيرة تتعلق بالخصوصية، وأخلاقيات استخدام البيانات، بالإضافة إلى احتمالية تقليل التفاعل الإنساني داخل العملية التعليمية، خاصة في المراحل الأساسية. يناقش البحث كذلك الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومدى تأثيرها على العدالة التعليمية. ويقترح الباحث إطارًا متكاملًا لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم، يستند إلى مبادئ الشمول، والحماية، والتدريب المستمر. ويخلص البحث إلى أن مستقبل التعليم مرتبط بقدرتنا على تحقيق توازن فعّال بين التكنولوجيا والإنسان، بما يضمن تعزيز جودة التعليم مع الحفاظ على البُعد الإنساني في العملية التربوية.