د. سناء عبدالعزيز أحمد

الملخص:
شهدت مؤسسات التعليم العالي تحوّلًا جذريًا نحو التعليم الإلكتروني بعد تفشي جائحة كوفيد-19، وهو ما شكّل تحديًا كبيرًا لأنظمتها التقليدية. فرضت الظروف الصحية الطارئة اعتماد التعليم عن بُعد كبديل رئيسي، وهو ما كشف عن مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالبنية التحتية التكنولوجية، ومدى جاهزية الكوادر التدريسية والطلابية لهذا التحول السريع. يُحلل هذا البحث أبرز التحديات التي واجهت مؤسسات التعليم العالي، والتي تنوعت بين ضعف البنية التحتية التقنية، ونقص تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام المنصات التعليمية، بالإضافة إلى ضعف تفاعل الطلبة في البيئات الرقمية، وتفاوت فرص الوصول إلى الإنترنت بين الطلاب. كما يناقش البحث الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا التحول، وتأثيره على التحصيل الأكاديمي ومستوى التفاعل العام داخل البيئة التعليمية. ويعرض البحث نماذج تطبيقية لجامعات عربية تعاملت مع هذه المرحلة بمرونة، كما يقترح حزمة من الحلول لتطوير التعليم الإلكتروني، مثل تفعيل أنظمة التعليم المدمج، والتدريب المستمر للكوادر الأكاديمية، وتبني منصات تعليمية متطورة تُراعي احتياجات الطالب والمعلم. ويوصي البحث بضرورة تبني سياسات تعليمية مرنة قادرة على التكيف مع الأزمات المستقبلية، مع تعزيز ثقافة التعليم الرقمي على كافة المستويات.